في نصر أكتوبر المجيد، لم يكن سلاح المهندسين مجرد قوة داعمة بل كان محورًا أساسيًا لتحقيق الانتصار. حيث لعب دورًا محوريًا في التغلب على تحديات عبور قناة السويس وخط بارليف، وهو ما اعتبره الخبراء الدوليون آنذاك مستحيلاً. تمثلت عبقرية المهندسين المصريين في قدرتهم على تجاوز التحديات بطرق إبداعية غير تقليدية، حيث نجحوا في تحويل المستحيل إلى واقع ملموس.
بينما نصح الخبراء الروس باستخدام قنبلتين نوويتين لتدمير خط بارليف، تمكن المصريون بعقولهم وإبداعاتهم من إيجاد حلول مبتكرة، مثل استخدام مدافع المياه عالية الضغط لتفتيت الساتر الترابي في وقت قياسي. كانت هذه التقنية التي ابتكرها الضابط باقى زكي يوسف مثالاً حياً على التفكير الهندسي المبدع، وقد ساعدت في تحويل فكرة عبور القناة إلى حقيقة.
سلاح المهندسين لم يكن فقط جزءاً من الخطة بل كان العقل المدبر خلف كثير من الإنجازات. تم بناء عشرات الكباري والخدع الهندسية التي أربكت العدو الإسرائيلي ووفرت الممر الآمن لعبور القوات. كما نجح المهندسون في تقليل زمن بناء الكباري من 24 ساعة إلى 5 ساعات، بفضل التدريب الدقيق والتطوير المستمر للأدوات والمعدات.
لم تكن التضحيات فقط في الأرواح، بل أيضاً في الجهود الهندسية المضنية التي بذلها أكثر من 15,000 جندي مهندس، قاموا بفتح 76 ثغرة في الساتر الترابي وعبور القناة باستخدام معدات مبتكرة صُممت خصيصاً لهذه العملية. الجسور الخداعية والكباري السريعة التي صممت وحملت دبابات ومدرعات كانت جزءاً أساسياً من نجاح هذا النصر.
ما يُلهم كل مهندس هو القدرة على الابتكار تحت الضغط، وهو ما فعله المهندسون العسكريون خلال حرب أكتوبر. من خلال التحالف بين العلم والعسكرية، وبتعاون خبراء الجامعات مع الجيش، استطاع سلاح المهندسين تحويل هذا الابتكار إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
Copyright | LEED Tricks All Rights Reserved . Made with MiskIts